قالت منظمة حقوقية ألمانية إن ارتفاع عدد
الروهينغا المسلمين الذين اختطفهم واستعبدهم "تجار بشر" في جنوب شرفي آسيا يتطلب تدخلا دوليا عاجلا لإيقاف ما وصفتها بالجريمة التي تفاقم من معاناة الروهينغا المصنفين أكثر الأقليات الدينية اضطهادا في العالم.
وأشارت المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة إلى أن هؤلاء المستعبدين -الذين وصل عددهم إلى أكثر من 8000 شخص- اختطفوا من بنغلاديش إلى تايلند، حيث يكره جزء منهم على العمل بالسخرة في الزراعة أو صناعة الصيد جنوبي هذا البلد، بينما يعتقل ويعذب آخرون منهم في المخيمات لابتزاز أسرهم لدفع فدية لإطلاقهم.
ودعت المنظمة الحقوقية -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- دول جنوب شرقي آسيا للتدخل للحيلولة دون اختطاف تجار البشر مزيدا من الروهينغا، المتوقع ارتفاع أعداد الهاربين منهم في الشهور القادمة بسبب هدوء الأحوال الجوية مما سيجعلهم أكثر عرضة للتهديد".
سياسة ممنهجةوأوضحت المنظمة أن الروهينغا الذين مارست
ميانمار بحقهم سياسة ممنهجة لنزع الجنسية والحرمان من كل الحقوق، كانوا يستفيدون حتى شهور قليلة من مساعدة تجار البشر في الهروب من بلدهم ثم يضطهدونهم في تايلند وماليزيا.
وذكرت أن نحو 40 ألفا من هؤلاء الروهينغا الفارين جلبوا عام 2013 تحت تهديد السلاح لمعسكرات بجنوب تايلند حيث عانوا من أوضاع إنسانية متردية وتهديد بإعادة ترحيلهم لبلدهم الذي فروا منه، ونوهت إلى أن علم الروهينغا في ميانمار بما حل بإخوانهم بمعسكرات تايلند جعلهم يتجنبون الفرار طواعية لهذا البلد.
من جانبه قال مسؤول قسم آسيا وأفريقيا بالمنظمة أولريش ديليوس إن عمليات الاستعباد التي يقوم بها تجار البشر للروهينغا المختطفين من بنغلاديش بغرض تحقيق ربح مادي سريع هي أسوأ صور الاستعباد الحديث وأكثرها ترويعا.
جزر معزولة
وأوضح ديليوس -في تصريح للجزيرة نت- أن الروهينغا الذين يعانون من أسوأ الأوضاع الإنسانية في وطنهم ميانمار، وأقرانهم الموجودين في بنغلاديش بلا شكل قانوني، يختطفون بقوة السلاح ويجلبون عبر سفن كبيرة بأعالي البحار إلى جزر معزولة بجنوبي تايلند حيث يعتقلون انتظارا لدفع أسرهم إتاوات ضخمة لإطلاقهم، أو يباعون عبيدا يستخدمون لاحقا قوى عاملة.
وأشار الناشط الحقوقي إلى أن من يصلون أحياء من الروهينغا شكوا من تعرضهم على متن السفن التي نقلوا عليها لأوضاع غير إنسانية، شملت الضرب والترويع والاغتصاب يوميا وتحول الكثيرون منهم لهياكل عظمية بسبب تجويعهم.
وأشاد ديليوس بإعلان مقاطعة فانغ نغا بجنوبي تايلند تعهدها في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي باتخاذ إجراءات رادعة ضد تجار البشر الذين يضبطون في أراضيها، والتعامل مع الروهينغا المختطفين كضحايا وليس كمواطنين غير شرعيين.